فضيلة الشيخ محمد علي شقير

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى

}يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ{

ويقول جل في علاه أيضاً:

}قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ{

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (وإن العلماء ورثة الأنبياء)

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين)

ونحن إذ نقدم هذه الترجمة الموجزة والنبذة اليسيرة في ترجمة عالم من علماء الشريعة الإسلامية الثقات وهو من الأساتذة الكرام المدرسين في مؤسسة العلوم الإسلامية – قسم التلقي المشيخي التقليدي لا يسعنا إلا أن نقول أن شيخنا الجليل حقيقته وعلمه وأخلاقه أكبر وأعظم من أي سطور تكتب في حقه حفظه الله تعالى ونفعنا الله به وبعلمه اللهم آمين .

 

فضيلة الشيخ الجليل محمد علي شقير الدمشقي حفظه الله تعالى

 

  1. الاسم والنسب والنشأة :

هو الشيخ محمد علي بن عبد الوهاب بن عبد القادر بن محي الدين شقير الدمشقي الميداني الشافعي .

ولد فضيلته في حي الميدان الدمشقي العريق أبو حبل عام 1947 وترعرع تحت كنف أبيه رحمه الله الذي كان محباً للعلماء ملاصقاً لهم .

 

  1. الدراسة المشيخية وأسماء الشيوخ الذين أخذ عنهم وبعض ما درسه من الكتب على أيديهم :

في الخامسة من عمره حفظه الله تعالى درس الابتدائية في مدرسة الغراء, على يد شيوخ أجلاء كالشيخ ياسين الصلاحي, والشيخ أنيس الصلاحي, والشيخ يوسف عرار, رحمهم الله ثم أراد والده أن يترك الدراسة ليعمل معه فتركها وعمل مع والده حتى صحب الشيخ حسن حبنكة رحمه الله, فقرأ معه الفقه, والحديث, والتصوف, والتفسير, وأسلوب الخطابة, وحَفِظَ القرآن والكثير من المتون كألفية ابن مالك, ونهاية التدريب للعمريطي, وجوهرة التوحيد, وغيرها الكثير وتعرف خلال صحبته مع الشيخ حسن حبنكة رحمه الله على الشيخ ملا رمضان البوطي رحمه الله, وكان الشيخ ملا رحمه الله لا يعطي دروساً ولا يُقرِئ أحداً فاستأذن منه الشيخ محمد أن يقرأ كل يوم صفحة قرآن فقبل الشيخ ملا رحمه الله وأذن له أن يأتي يقرأ صفحة فقط ويرجع إلى أن وجد منه الصدق والألمعية في طلب العلم فقال له تعال متى شئت, واقرأ ما شئت, فكان وقتها التلميذَ الوحيدَ للشيخ ملا رمضان رحمه الله فقرأ معه كتب الغزالي والرسالة القشيرية وطبقات الصوفية وكثيراً من كتب التصوف والفقه والحديث وشروحه والعقيدة وعلوم الآلات, وقرأ كتب اللغة العربية على يد الشيخ عبد القادر بركة القديمي اللغوي, الذي قال الشيخ حسين خطاب شيخ قراء الشام السابق عنه (ابن هشام وقته) وقد قرأ معه الشيخ محمد بمفرده في دروس خاصة له وبدأ بجمع القراءات على يد الشيخ حسين خطاب رحمه الله حتى تراءى للشيخ حسن حبنكة أن يكمل الجمع على الشيخ كريم راجح شيخ القراء الحالي حفظه الله تعالى فأكمل معه الشيخ محمد شقير إلى أن أجازه بالقراءات على طريق الشاطبية الشيخ كريم راجح والشيخ حسين خطاب, وممن قرأ عليهم أيضاً الشيخ حسين خطاب, والشيخ خيرو ياسين رحمهم الله, والشيخ محمود الحبال رحمه الله, والشيخ نعيم شقير رحمه الله, والشيخ صادق حبنكة بعد وفاة أخيه الشيخ حسن حبنكة رحمهم الله تعالى جميعاً, وغيرهم .

 

  1. الخبرة التعليمية، والجمعيات المنتسب لها:

يعد فضيلة الشيخ حفظه الله من أقوى علماء المذهب الشافعي المعاصرين وقد قرّأ كثيراً من كتب المذهب في مجالس العلم بدمشق, وهو أيضاً مدرس لعلوم اللغة العربية والفقه والأخلاق في المعاهد الشرعية حيث عُينَ فضيلة الشيخ محمد مدرسٌ في  دائرة الفتوى التابعة لوزارة الأوقاف من عام 1985, وكان فضيلته أيضاً إماماً لجامع الحسن, وخطب في مساجد الميدان, ودَرّسَ العلوم الشرعية في جامع الحسن وبقي مدرّساً في معاهد دمشق ومدارسها الثانوية إلى حين خروجه من سوريا, والشيخ مقيم الآن في مدينة اسطنبول في تركيا وله مجالس علم متعددة في مساجدها.